زيلينسكي يدعو لتشكيل "جيش أوروبي" بعد تراجع الدعم الأميركي
دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إنشاء "جيش أوروبي موحد"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قد لا تقدم الدعم الكافي للقارة في المستقبل. جاءت تصريحاته بعدما أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، إلى أن نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس أكد أن العلاقة التقليدية بين أوروبا وأميركا "تشهد نهايتها"، مما يتطلب من القارة الأوروبية "التكيف مع هذا الواقع الجديد".
وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا "لن تقبل أي صفقات تتم دون مشاركتها"، وذلك ردًا على الاتفاق بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين لبدء محادثات سلام. من جانبه، صرح المبعوث الخاص لترامب بأن أوروبا ستُستشار في هذه المحادثات، لكنها لن تكون طرفًا مشاركًا فيها إذا تمت.
هذه التطورات تبرز الحاجة الملحة لأوروبا لتعزيز تعاونها العسكري وتوحيد جهودها لضمان أمنها في ظل التحديات الجيوسياسية المتزايدة.
بعد ثلاث سنوات من الصراع الدامي مع روسيا، لا تزال أوكرانيا في قلب الأحداث الجيوسياسية العالمية. في ظل تصاعد التحديات وتراجع الدعم الأميركي، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إنشاء "جيش أوروبي موحد" لتعزيز أمن القارة ومواجهة التهديدات الروسية. جاءت هذه الدعوة في وقت أشارت فيه تصريحات أميركية إلى أن العلاقة التقليدية بين أوروبا والولايات المتحدة قد تشهد تحولًا جذريًا.
وفي مؤتمر ميونيخ للأمن، أثار نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس الجدل بتصريحه بأن "الأيام القديمة التي كانت فيها أمريكا تدعم أوروبا بشكل تلقائي قد انتهت"، داعيًا القارة إلى التكيف مع هذا الواقع الجديد. من جانبه، أكد زيلينسكي أن أوكرانيا "لن تقبل أي صفقات تتم دون مشاركتها"، خاصة بعد أن أظهرت المحادثات بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين عدم إشراك أوكرانيا أو أوروبا بشكل كافٍ.
وأشار زيلينسكي إلى أن الاتفاقيات السابقة التي قادها ترامب، والتي كانت تهدف إلى منح الولايات المتحدة إمكانية الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية، فشلت بسبب غياب "ضمانات أمنية" كافية لأوكرانيا. كما أضاف أن الضغوط الأميركية للحصول على المعادن النادرة الأوكرانية مقابل المساعدات كانت تفتقر إلى الحماية الحقيقية لكييف.
وفي سياق متصل، وصف وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه "إعادة ضبط للمصنع" بالنسبة لحلف شمال الأطلسي، مؤكدًا أن التحالف يحتاج إلى أن يكون "قويًا وحقيقيًا". ومع اقتراب الذكرى الثالثة للغزو الروسي، أشار ترامب وهيغسيث إلى أن انضمام أوكرانيا إلى الناتو يبقى أمرًا غير مرجح، وأن العودة إلى حدود ما قبل 2014 تبدو غير واقعية.
من جهتها، دعمت فرنسا فكرة إنشاء جيش أوروبي، حيث دعا الرئيس إيمانويل ماكرون منذ فترة طويلة إلى تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة. ومع ذلك، رفضت رئيسة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس هذه الفكرة بشكل سريع، مما يعكس انقسامًا داخل القارة حول هذه القضية الحيوية.
في خضم هذه التطورات، يبدو أن أوروبا تواجه مفترق طرق حاسمًا: إما تعزيز تعاونها العسكري والسياسي لضمان أمنها الذاتي، أو الاستمرار في الاعتماد على دعم خارجي قد يتضاءل مع الوقت. وفي الوقت نفسه، تبقى أوكرانيا في قلب هذه المعادلة، مصرة على ألا تُستبعد من أي مفاوضات أو قرارات تمس مستقبلها.
أجرى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، تناولا خلالها محادثات السلام المتعلقة بأوكرانيا. هذه الخطوة أثارت انتقادات من بعض الحلفاء الرئيسيين، الذين شعروا بأنهم تم تهميشهم في هذه العملية.
من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ضرورة أن يكون لأوروبا "مقعد على الطاولة" عند اتخاذ القرارات التي تخص القارة، مشيراً إلى أن مصير أوكرانيا لا يجب أن يُقرر دون مشاركة أوروبية فاعلة.
وفي تطور آخر، أعلن ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه وبوتين تلقيا دعوات متبادلة لزيارة عواصم البلدين، كما خططا لعقد لقاء في المملكة العربية السعودية. ومع ذلك، لم يتم تحديد موعد محدد لزيارة ترامب إلى موسكو.
من جهته، صرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن أوكرانيا "ستشارك بطريقة أو بأخرى" في أي مفاوضات مستقبلية، مؤكداً على أهمية وجودها في هذه المحادثات.
وفي ردود فعل أوروبية، أكد المستشار الألماني أولاف شولتز أن بلاده لن تدعم أي اتفاق سلام يُفرض من الخارج، بينما دعا رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إلى وضع خطة أوروبية خاصة بشأن أوكرانيا، محذراً من أن "لاعبين عالميين آخرين قد يقررون مستقبلنا إذا لم نتحرك".
وعلى الرغم من التحديات والتعقيدات التي تحيط بأزمة أوكرانيا، فإن الحوار الجاري بين الأطراف المختلفة يبعث على الأمل. إن الجهود الدبلوماسية، وإن كانت لا تخلو من صعوبات، تُظهر أن هناك إرادة متنامية لإيجاد حلول سلمية تعيد الاستقرار إلى المنطقة. مع مشاركة أوروبا الفاعلة ودعم المجتمع الدولي، يمكن أن تصبح هذه الأزمة فرصة لتعزيز التعاون والتفاهم بين الدول، وبناء مستقبل أكثر أماناً وازدهاراً لأوكرانيا وللعالم أجمع. فلنعمل معاً على تحويل التحديات إلى فرص، ونؤمن بأن السلام ممكن إذا توافرت الإرادة الصادقة والتعاون المشترك.

اترك تعليقك ..